الفصل الأول: بداية الحكاية
كان ياما كان في قديم الزمان وسالف العصر والآوان فتاة صغيرة اسمها رندا تبلغ من العمر ثلاثة عشرة عاما كانت تحب الكتابة ونظم الشعر ولكنها لا تجد الدافع الذي يجعلها تكتب فعندما كانت صغيرة كانت تحاول نشر كتاباتها ولكن كتابات زميلاتها تكون أفضل من كتاباتها فأرت معلمها ما كتبته وكانت قصيدة جميلة امتدحها معلمها واسماها الطبيعة الخلابة فقد كانت تتكلم عن الطبيعة حيث كانت تقول:
كم هي جميلة الطبيعة الخلابة
تشعر جميع الناس بالراحة
تنسي جميع الناس الهموم والأحزان
وتجعلهم يروا جمال خلق رب العالمين
وقال لها معلمها: لا تيأسي يا ابنتي رندا فسيكون لك مستقبل باهر بإذن الله فواصلي على هذا النحو...
الفصل الثاني: اللقاء
وعندما كبرت رندا قليلا يأست لأنه لا أحد يود قراءة كتاباتها فذهبت عند بحيرة لا يأتيها إلا القليل من الناس فصارت تحكي همومها لها فقالت لها رندا: لا أحد يحب قراءة ما أكتب لا أحد يحب لا أحد.
فردت عليها البحيرة قائلة: لا تيأسي يا رندا ستنجحين بالتأكيد.
قالت رندا خائفة: ماذا؟! بحيرة تتكلم؟
قالت البحيرة: نعم أنا أتكلم ودائما عندما تزورينني أراك يائسة فأنا لا أحب أن أرى الناس يائسين.
قالت رندا: نعم أنا يائسة لا أحد يريد قراءة كتاباتي أريد أن أصبح كاتبة مشهورة أنا أحب الكتابة ولكن لا أحد يعجبه ما أكتبه ماذا أفعل قولي لي؟
قالت البحيرة: لا تيأسي اكتبي وانشري فسوف تحققين النجاح بإذن الله فالله لا ينسى أحدا من عباده...
قالت رندا: ونعما بالله سوف أكتب قصة اسمها القمر الجديد...
الفصل الثالث: بداية المشوار
كانت رواية رندا اسمها القمر الجديد كانت تتكلم عن منزل تعيش فيه فتاة صغيرة تحب أن تسبح في بحر الخيال فقالت الفتاة ذات مرة لوالدها: لماذا يا أبي لا يصبح القمر جديدا؟
أجاب والدها: سوف ترينه كل يوم جديد فقط أنظري وسوف ترين ذلك...
وبعد عدة أيام رأت الفتاة القمر وكان شكله مختلفا عما رأته في السابق فقالت الفتاة لوالدها: حقا إن القمر يصبح قمرا جديدا.
فذهبت رندا في الصباح الباكر إلى البحيرة تحكي لها قصتها التي كتبتها فقالت البحيرة: هيا يا رندا ماذا تنتظرين اذهبي إلى دار النشر لتنشريها هيا أسرعي يا رندا لا تضيعي الوقت...
ذهبت رندا إلى دار النشر وبعد عدة أيام وصلها طرد بريدي مكتوب فيه: نحن دار النشر استمتعنا بقراءة مسودة قصتك ولكن نعتذر عن نشرها في الوقت الحالي...
حزنت رندا كثيرا فقالت البحيرة: لا تحزني اكتبي ثم اكتبي ثم اكتبي...
الفصل الرابع: المرض
كتبت رندا قصصا وروايات كثيرة مثل: النجاح وأحب الفضاء ومهمات صعبة ولكن لم تعجب دار النشر ورفضوا نشرها حتى أنها في ذات يوم في الليالي الباردة مرضت وأصيبت بالحمى وجلست ثلاثة أيام على الفراش حتى أنها قد يأست من كتاباتها ولم تعد تزور البحيرة وتركت الكتابة وبدأت تعمل مع والدها وعائلتها وأحست بمحبة الجميع من حولها ...
الفصل الخامس: الاستيقاظ
ذات يوم زارتها صديقتها روادي وقالت لها: لقد سمعت أنك قد توقفت عن الكتابة لماذا يا رندا؟
قالت رندا: أنا حزينة فالكتابة محض سخافات لا يقبل بها أحد فقد أرسلت قصصا كثيرة ولم يقبلها أحد ماذا أفعل قولي لي؟ لقد تخليت عن الكتابة أنا أكره الكتابة أنا أكرهها...
قالت روادي رافعة صوتها: كيف يمكنك فعل ذلك يا رندا أنت تتخلين عن جزء من شخصيتك كيف يمكنك فعل ذلك الكتابة هي حياتك الكتابة تسري داخل جسدك كيف يمكنك أن تتخلي عن ذلك كيف.. كيف؟
قالت رندا: حقا كيف يمكنني أن أتخلى عن شيء أنا أحبه سوف أذهب لأكتب نعم سوف أذهب لأكتب وأحكي للبحيرة قصتي ثم أذهب إلى دار النشر شكرا لك يا روادي شكرا...
قالت روادي: لا تذهبي إلى دار النشر لتنشريها سوف ننشر كتاباتك على شكل كتاب سننشرها نحن وليس هم..
قالت رندا: كلامك صحيح إنه الدافع الذي يجعلني أكتب...
قالت روادي: هذه هي رندا التي أعرفها...
الفصل السادس: عودة بعد غياب طويل
ذهبت رندا لكي تكتب وأنهت روايتها وذهبت إلى البحيرة تطير فرحا قالت لها البحيرة: لماذا لم تزوريني منذ خمسة أشهر يا رندا؟
قالت رندا: أنا آسفة يا صديقتي بحيرة الأمل سوف أسميك بحيرة الأمل لأنك أعطيتني الدافع لأكتب ولم تخذليني لقد ألفت رواية جديدة وسوف أجعلها على شكل كتاب أحببت أن تكوني أنت أول من يسمعها لأنك أنت بحيرة الأمل المشع في هذا العالم بأسره هذه أنت بحيرة الأمل الجميلة...
الفصل السابع: الشهرة
لقد لاقى كتاب رندا إعجابا شديدا حتى وصلتها ردود كثيرة وأهمها رد من نيويورك من كاتبة مشهورة تدعوها إلى نيويورك لتنشر كتاباتها هناك فذهبت وأصبحت كاتبة مشهورة بفضل أول مؤلفاتها بحيرة الأمل تتحدث عن قصتها مع البحيرة وصارت لها مؤلفات كثيرة وحققت حلمها بأن تصبح كاتبة مشهورة بكتاباتها ليقرأ جميع الناس ما تكتبه فابنة الثلاثة عشرة عاما حققت نجاحا باهرا لم يحققه أحد في عمرها...
الفصل الثامن: المقابلة
جاء لرندا كثير من الصحفيين وسألوها أسئلة كثيرة وهذه إحدى المقابلات التي أجرتها رندا مع صحفي مشهور اسمه كامل ياسر..
السؤال الأول: لماذا أسميت قصتك بحيرة الأمل؟
الإجابة: لأن البحيرة هي التي تعطي الأمل للفتاة اليائسة.
السؤال الثاني: ألا تلاحظين أن اسم الرواية لا يتماشى مع القصة؟
الإجابة: لا أنا أرى العنوان يناسب القصة.
السؤال الثالث: كيف؟
الإجابة: لأن فيها سر لا يعرفه إلا من قرأ الرواية من كل قلبه وأحس بالذي أحسته الفتاة اليائسة.
السؤال الرابع: وهل يمكنك أن تخبرينا هذا السر من فضلك؟
الإجابة: نعم: فالبحيرة هي البحيرة التي كانت تتحدث مع الفتاة اليائسة والأمل هو صديقتها التي أعطتها الأمل ودعمتها وذكرتها أنه لا يمكن أن تتخلى عن جزء من شخصيتها فهذا الجزء هو الذي يميز الفتاة اليائسة، والبحيرة أيضا أعطت الفتاة اليائسة بعض الأمل.
السؤال الخامس: وما هو الأمل الذي أعطته البحيرة للفتاة اليائسة؟
الإجابة: أنها قالت لها اكتبي واكتبي واكتبي.
السؤال السادس: هل تريدين أن تقولي كلمة أخيرة قبل إنهاء هذا المقابلة؟
الإجابة: بالتأكيد: أريد أن أقول أن الأمل ليس خرافة ابتدعها الجاهلون ليخفوا جهلهم بل هو جزء في حياة كل إنسان وأنه لا بد من الأمل في كل خطوة من خطوات كل فرد وأضيف أيضا أنه علينا ألا نيأس فمن وصل للقمة لم يصل إلى هناك فجأة بل وصل بفضل الأمل ورواياتي القادمة ستكون إن شاء الله عن كل سر في هذه الحياة وهو يتعلق بالأمل ويكمله...
نشرت مقابلة رندا مع الصحفي كامل ياسر في الصحيفة وهو لا يخفي ما سمعه من رندا وأنه أعجب بكلامها ونشرت تحت عنوان سر بحيرة الأمل واختتم المقالة بقوله: لا عجب أن الأمل جزء من حياة الإنسان فلولا الأمل لما حققت الفتاة اليائسة حلمها...
النهاية..