بســم الله الـرحمــن الرحيــم
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،
وصايا الانبياء والصالحين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
...
[وصية نوح عليه السلام لابنه]
روي أنّ نوحا عليه السلام قال لابنه:
" انّي موصيك بوصية, وقاصرها كي لا تنساها,
أوصيك باثنتين, وأنهاك عن اثنتين:
أما اللتان أوصيك بهما, فيستبشر الله بهما وصالح خلقه, وهما يكثران الولوج على الله تعالى: أوصيك بلا اله الا الله, فانّ السموات والأرض لو كانتا حلقة قصمتها, ولو كانتا في كفة وزنتها وأوصيك بسبحان الله وبحمده, فانهما صلاة الخلق, وبهما يرزق الخلق ( وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان حليما غفورا).
وأما اللتان أنهاك عنهما, فيحجب الله منهما, وصالح خلقه, أنهاك عن الشرك والكبر.
[وصية سيدنا يحي عليه السلام]
روي عن الحارث الأشعري رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "انّ الله تعالى أمر يحي بن زكريا بخمس كلمات, أن يعمل بهنّ, ويأمر بني اسرائيل أن يعملوا بهنّ, وكاد أن يبطئ.
فقال له عيسى عليه السلام: انك قد أمرت بخمس كلمات, أن تعمل بهنّ, فاما أن تبلغهنّ, واما أن أبلغهنّ.
فقال يحي عليه السلام:
يا أخي! انّي أخشى ان سبقتني أن أعذب أو يخسف بي.
قال: فجمع يحي بني اسرائيل في بيت المقدس, حتى امتلأ المسجد, فقعدوا على الشّرف, فحمد الله وأثنى عليه, ثم قال: انّ الله عز وجل أمر بخمس كلمات أن أعمل بهنّ, وآمركم أن تعملوا بهنّ:
1- أولاهن: أن تعبدوا الله تعالى:لا تشركوا به شيئا, فانّ مثل ذلك مثل من اشترى عبدا من خالص ماله بورق أو ذهب, فجعل يعمل ويؤدي غلّته الى غير سيده! فأيكم يسرّه أن يكون عبده كذلك؟وانّ الله تعالى خلقكم ورزقكم, فاعبدوه ولا تشركوا به شيئا!.
2- ثانيتهن: وآمركم بالصلاة, فانّ الله تعالى ينصب وجهه قبل عبده ما لم يلتفت, فاذا صلّيتم فلا تلتفتوا!.
3- ثالثتهن: وآمركم بالصيام, فان مثل ذلك كمثل رجل معه صرّة من مسك في عصابة, كلهم يجد ريح المسك وانّ خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك!.
4- رابعتهن: وآمركم بالصدقة, فان مثل ذلك كمثل رجل أسره العدوّ فشدوا يده الى عنقه, وقدموه ليضربوا عنقه, فقال هل لكم أن أفتدي نفسي منكم؟ فجعل يفتدي نفسه منهم بالقليل والكثير, حتى فك نفسه!.
5- خامستهن: وآمركم بذكر الله تعالى كثيرا, فان مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدوّ سراعا في اثره, فأتى حصنا فتحصّن فيه, وانّ العبد أحصن ما يكون من الشيطان اذا كان في ذكر الله تعالى.
[وصية عمر بن الخطاب لأبي موسى الأشعري رضي الله عنهما]
كتب عمر بن الخطاب الى عامله أبي موسى رضي الله عنهما فقال: " أما بعد فانّ للناس نفرة من سلطانهم, فأعوذ بالله أن تدركني واياك!.
فأقم الحدود ولو ساعة من النهار, واذا حضر أمران:
أحدهما لله, والآخر للدنيا, فآثر نصيبك من الله, فان الدنيا تنفد, والآخرة تبقى: عد مريض المسلمين, واحضر جنائزهم, وافتح بابك, وباشر أمورهم بنفسك, فانما أنت رجل منهم, غير ان الله تعالى جعلك أثقلهم حملا, وقد بلغني أنه نشأ لك ولأهل بيتك هيئة لباسك, ومطعمك, ومركبك, ليس للمسلمين مثلها!. فاياك أن تكون بمنزلة البهيمة, مرت بواد خصب, فلم يكن لها همّ الا السمن, وانما حتفها في السمن! واعلم أن العامل اذا زاغ زاغت رعيته, وأشقى الناس من شقيت به رعيته!
[وصية عثمان ذي النورين رضي الله عنه]
حكي أنه لما قتل عثمان رضي الله عنه, فتّشوا خزائنه, فوجدوا فيها صندوقا مقفلا ففتحوه, فوجدوا فيه ورقة مكتوبا فيها: هذه وصية عثمان:" بسم الله الرحمن الرحيم, عثمان بن عفان يشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له, وأن محمدا عبده ورسوله, وأنّ الحنّة حق, وأنّ النار حق,وأن الله يبعث من في القبورليوم لا ريب فيه, ان الله لا يخلف الميعاد, عليها يحي وعليها يموت وعليها يبعث ان شاء الله".
[وصية أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه]
عن سعيد بن المسيّب قال: لما طعن أبو عبيدة رضي الله عنه بالأردن, دعا من حضره من المسلمين, وقال: انّي موصيكم بوصية, ان قبلتموها لن تزالوا بخير: أقيمواالصلاة وصوموا شهر رمضان, وتصدقوا, وحجوا, واعتمروا, وتواصوا, ولا تلهكم الدنيا, فانّ امرأ لو عمّر ألف حول, ما كان له بدّ من أن يصير الى مصرعي هذا الذي ترون!. ان الله كتب الموت على بني آدم فهم ميتون, فأكيسهم أطوعهم لربه, وأعلمهم ليوم ميعاده, والسلام عليكم ورحمة الله!".
[وصية لقمان لابنه]
يا بنيّ ان كنت تشكّ في الموتفلا تنم! فكما أنك تنام كذلك تموت.
وان كنت تشكّ في البعث فلا تنتبه من نومك! فكذلك تبعث بعد موتك.
[وصية عبد الله بن عباس رضي الله عنهما]
قال:" صاحب المعروف لا يقع, وان وقع وجد متكأ". وقال:" لما ضرب الدرهم والدينار, أخذه ابليس فوضعه على عينيه, وقال: أنت ثمرة قلبي, وقرة عيني: بك أطغي, وبك أكفّر, وبك أدخل النار!.
[معاوية يستوصي عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها]
روي عن معاوية رضي الله عنه, أنه كتب الى عائشة رضي الله تعالى عنها: أن أكتبي اليّ كتابا, توصيني به ولا تكثري!.
فكتبت:" سلام عليك, أما بعد, فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من التمس رضا الله بسخط الناس, كفاه الله مؤنة الناس,
ومن التمس رضا الناس بسخط الله, وكله الله تعالى الى الناس والسلام".
[وصية الحسن البصري لبعض طلابه]
قال:" يا بنيّ! خذ هذه البطاقة, فهي خير لك من ألف كتاب:
1- لا تغترّ بمكان صالح, فلا مكان أفضل من الجنة, فقد لقي فيها أبونا آدم مالقي!.
2- ولا تغترّ بكثرة العبادة, فان ابليس بعد مكثه في العبادة فانظر ماذا لقي!.
3- ولا تغترّ برؤية الصالحين, فلا شخص أعظم من المصطفى صلى الله عليه وسلم, فلم ينتفع به الكفار والمنافقون!.
[وصية الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى]
حكي أن الفضيل بن عياض- رضي الله تعالى عنه- وعظ أصحابه وأوصاهم, وفيهم الشاب والشيخ فقال: يا معشر الشباب! كم من زرع أدركته الآفة قبل بلوغه وتمامه!. ويا معشر الشيوخ! هل يحصد الزرع الا بعد نضجه وتمامه؟ وما الذي تنتظرون؟ وبأي عذر تعتذرون؟ وما الذي يقول منكم الصغير والكبير؟ اذا قال لكم اللطيف الخبير: ( أولم نعمّركم ما يتذكر فيه من تذكّر وجاءكم النذير).
[وصية مالك بن دينار لبعض طلابه]
" اذا رأيت قساوة في قلبك, ووهنا في بدنك, وحرمانا في رزقك, فاعلم أنك تكلمت فيما لا يعنيك!".
[وصية ابراهيم بن أدهم رضي الله عنه]
قيل لسلطان الزاهدين ابراهيم بن أدهم رضي الله عنه:
أوصنا بما ينفعنا! فقال رضي الله عنه:
1- اذا رأيتم الناس مشغولين بأمر الدنيا, فاشتغلوا أنتم بأمر الآخرة.
2- واذا اشتغلوا بتزيين ظواهرهم, فاشتغوا بتزيين بواطنكم.
3- واذا اشتغلوا بعمارة البساتين والقصور, فاشتغول بعمارة القبور.
4- واذا اشتغول بخدمة المخلوقين, فاشتغلوا بخدمة رب العالمين.
5- واذا اشتغلوا بعيوب الناس, فاشتغلوا بعيوب أنفسكم.
6- واتخذوا من هذه الدنيا زادا يوصلكم الى الآخرة, فانما الدنيا مزرعة الآخرة
.
ولله در القائل:
ان لله عبادا فطنا طلّقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا أنها ليست لحيّ وطنا
جعلوها لجّة واتخذوا صالح الأعمال فيها سفنا
وقال بعضهم:
تزود للذي لا بدّ منه فان الموت ميقات الميعاد
وتب مما جنيت وأنت حي وكن منتبها قبل الرقاد
ستندم ان رحلت بغير زاد وتشقى اذ يناديك المنادي
أترضى أن تكون رفيق قوم لهم زاد وأنت بغير زاد؟!
[وصية السلطان محمد الفاتح لابنه]
" ها أنذا أموت, ولكنّي غير آسف, لأني تارك خلفا مثلك".
كن: عادلا, صالحا, رحيما, وابسط على الرعية حمايتك بدون تمييز.
واعمل على نشر الدين الاسلامي, فانّ هذا هو واجب الملوك على الأرض.
قدّم الاهتمام بأمر الدين على كل شيء, ولا تفتر في المواظبة عليه, ولا تستخدم الأشخاص الذين لا يهتمون بأمر الدين, ولا يجتنبون الكبائر, وينغمسون في الفحش! وجانب البدع المفسدة, وباعد الذين يحرضونك عليها.
وسّع رقعة البلاد بالجهاد, واحرس أموال بيت المال من أن تتبدّد.
اياك أن تمد يدك الى مال أحد من رعيّتك الا بحق الاسلام, واضمن للمعزورين
قوتهم, وابذل اكرامك للمستحقين.
وبما أن العلماء هم بمثابة القوة المبثوثة في جسم الدولة, فعظّم جانبهم وشجّعهم واذا سمعت بأحد منهم في بلد آخر, فاستقدمه اليك, وأكرمه بالمال!.
حذار, حذار! لا يغرنك المال ولا الجند! واياك أن تبعد أهل الشريعة عن بابك واياك أن تميل الى أي عمل يخالف أحكام الشريعة, فان الدين غايتنا, والهداية منهجنا, وبذلك انتصرنا!.
خذ مني هذه العبرة! حضرت هذه البلاد كنملة صغيرة, فأعطاني الله تعالى هذه النعم الجليلة!.
فالزم مسلكي, واحذ حذوي, واعمل على تعزيز هذا الدين وتوقير أهله, ولا تصرف أموال الدولة في ترف أو لهو, أو أكثر من قدر اللزوم, فان ذلك من أعظم أسباب الهلاك".
[وصية أسماء بنت خارجة]
حكي أن أسماء بنت خارجة قالت لابنتها ليلة زفافها:
" يا بنيّة انك خرجت من العشّ الذي فيه درجت, فصرت الى فراش لم تعرفيه, وقرين لم تألفيه! فكوني له أرضا, يكن لك سماء, وكوني له مهادا يكن لك عمادا, وكوني له أمة يكن لك عبدا, واحفظي أنفه, وسمعه, وعينه:
فلا يشم منك الا طيبا, ولا يسمع الا حسنا, ولا ينظر الا جميلا