التعريف الجديد للكواكب يطرد بلوتو من التصنيف
كان الجرم السماوي بلوتو قد تم اكتشافه عام 1930، وقد تقرر أن يصنف من الآن فصاعدا كـ"كوكب قزم" مما يجرده من تعريفه ككوكب. ورغم أن القرار مؤلم إلا أنه كان من الضروري اتخاذه حسب تصريحات هاينو فالكه، عالك الفلك من جامعة نييمجن: "كلنا نعرف بلوتو ونحبه جدا. بالطبع إنه شيء مؤلم فقدان شخص عزيز فجأة، لكننا اكتشفنا أنه واحد من كواكب قزمة كثيرة. يجب علينا أن نتقبل أن العلم يتطور وأننا نكتشف يوما بعد يوم أن نظامنا الشمسي أكبر بكثير وأكثر إثارة مما تخيلناه وأن علينا تغيير التقييمات الحالية.
بعد اكتشاف الجرم السماوي 2003 UB 313 تبين أن قطره أكبر من قطر بلوتو
وقد كان من الضروري تحديد ذلك التعريف الجديد للكوكب بعد اكتشاف عدة أجسام في نظامنا الشمسي تشبه بلوتو. ففي العام الماضي تم اكتشاف جسما وراء بلوتو يفوقه حجما. وسمي هذا الجرم "2003 313UB" أو بشكل غير رسمي "زينا" . وبسبب تفوق حجمه عن حجم بلوتو وجد العلماء أنفسهم أمام السؤال عما إذا كان يجدر ضمه إلى الكواكب التقليدية أم تجريد بلوتو من لقبه ككوكب. في هذا الإطار يقول العالم فالكه: "هناك احتمالات متعددة لتعريف الكواكب. ولم نكن قد قمنا بذلك حتى الآن لأنها كانت موجودة بكل بساطة. لكننا توجب علينا لأول مرة التفكير في تعريف محدد للجرم السماوي المسمى كوكب". سوف يؤدي هذا القرار إلى تغيير الكتب المدرسية، حيث تم تحديد ثلاثة أصناف من الأجرام السماوية كما يشرح عالم الفلك الأمريكي ريتشارد بينزل: "تم تعريف مصطلح كوكب بدقة على أنه جسما له شكلا مستديرا بسبب الجاذبية الخاصة به وله مدارا ثابتا حول الشمس لا يتقاطع مع مدار آخر. أما الكوكب القزم فهو أيضا جرما سماويا له شكل مستدير بسبب الجاذبية الخاصة به، ولكن مداره يتقاطع مع مدارات أخرى. أما الأجرام الصغيرة التي تدور حول الشمس دون أن يكون لها جاذبية كبيرة بما يكفي لتكون مستديرة يطلق عليها جسيمات النظام الشمسي."
كان العالم الأمريكي كلايد تومبو قد اكتشف الجرم، وقد حاول علماء أمريكيون في المقام الأول الإبقاء على بلوتو ككوكب عن طريق اقتراح بجعل "كوكب" المصطلح العام لتلك الأجرام السماوية مع التفريق بين "الكواكب التقليدية" و"الكواكب القزمة". هذه الاقتراح كان لينتج عنه وجود 11 أو 12 كوكبا في النظام الشمسي. لكن أغلبية العلماء ومنهم هاينو فالكه رفضوا هذا الاقتراح: "هناك عوامل أخرى تلعب دورا، لكننا يجب أن نتجاهلها وأن نتقيد بالتعريف العلمي الصارم. هناك بعثات في طريقها الآن إلى بلوتو. إنها ذاهبة إلى كوكب ولكنها سوف تعود من كوكب قزم. إن هذا لأمر محزن بكل تأكيد."
ولكن كنوع من التعويض تم اعتبار بلوتو نموذج لنوع من الجديد من الأجرام السماوية، وهي المتواجدة وراء كوكب نبتون. ولم يتفق العلماء حتى الآن على اسم لذلك النوع.
:يبكي: :يبكي: :يبكي: :يبكي: :يبكي: :يبكي: :يبكي: